أقسام الوصول السريع ( مربع البحث )

أخر الاخبار

رواية كارمن الفصل الخامس والسادس بقلم الكاتبه ملك إبراهيم حصريه وجديده في مدونة أصل للمعلومات والروايات

 رواية كارمن الفصل الخامس والسادس بقلم الكاتبه ملك إبراهيم حصريه وجديده في مدونة أصل للمعلومات والروايات 





رواية كارمن الفصل الخامس والسادس بقلم الكاتبه ملك إبراهيم حصريه وجديده في مدونة أصل للمعلومات والروايات 


لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 

- الملف ده فيه المشكله كلها، الملف ده فيه كل المعلومات عن النصابه اللي انت اتجوزتها. انت عارف الهانم اتجوزت قبلك كام مرة.. طب عارف كام واحد اتجوزته واستولت على فلوسه كلها وسابته، ازاي تحط اسمك وسمعتك بين ايدين واحده زي دي!


اقترب وجيه من والده واخذ الملف وفتحه، بدأ يقرأ المعلومات عن زوجته الثانيه وكم رجل تزوجته واسماءهم وجميعًا رجال أعمال واستولت على اموالهم حقًا. نظر الي والده وتحدث بتوتر:

- انا مكنتش اعرف المعلومات دي عنها!


تحدث اللواء نور الدين الجبالي بصرامة:

- لازم تطلقها ومن غير شوشره والاهم ان مفيش مخلوق يعرف ان الجوازة دي حصلت.. متنساش ان شغل ابنك حساس وبنتك على وش جواز واي حاجة زي دي هتسوء سمعة العيلة! 


كان رشيد يقف ويتابع الحديث بصدمة، لا يصدق ان والده يفعل ذالك بهم. تحدث الجد الي رشيد بتأكيد:

- بكره الصبح هنروحلها انا ورشيد ولازم ننهي الموضوع ده معاها بهدوء. 


توتر وجيه كثيرًا واردف بقلق:

- وانا هاجي معاكم؟


رفض والده بأصرار:

- لاء.. انت مش مطلوب منك غير تطلقها بس، والباقي انا هحله. 


ثم نظر الي رشيد واضاف:

- وانت يا رشيد.. جهز نفسك عشان هتيجي معايا نقابل الست دي بكره.


أومأ رشيد برأسه بالإيجاب وهو ينظر الي والده بلوم على ما فعله بحقهم، خفض وجيه رأسه بحزن بعد رؤيته لتلك النظرة بعين ابنه، استأذن رشيد من جده ثم صعد الي والدته بالطابق العلوي لكي يطمئن عليها. 


رمق اللواء نور الدين ابنه بغضب وتركه وذهب هو الاخر. 


*******

صباح اليوم التالي.


جلست كارمن بداخل غرفتها، لم تغفى عيناها طوال الليل؛ تفكر في رشيد وحديثه معها بالمشفى، تشعر بالندم بعد ان تركت المشفى قبل ان تخبره انها تبادله نفس المشاعر، سيظن الان انها رافضه لحبه، وقفت من فوق الفراش وقررت الذهاب إلى المشفى لكي تتحدث معه وتخبره بمشاعرها اتجاهه.


ارتدت ثوبها وخرجت من المنزل قبل ان تستيقظ والدتها، تعلم ان والدتها لن تستيقظ بهذا الوقت الباكر في الصباح. اشارات الي سيارة اجري وصعدت بداخلها في طريقها الي المشفى. 


بعد قليل..

وصل رشيد بسيارته امام منزل زوجة والده الثانية، ترجل من السياره مع جده. نظر الي المنزل بغضب قائلاً:

- ده العنوان اللي في الملف. 


نظر اليه جده وتحدث بتأكيد:

- حاول تمسك اعصابك يا رشيد.. احنا عايزين ننهي الموضوع من غير مشاكل. 


ضغط على شفتيه بغضب، ثم أومأ برأسه وتحدث بغضب مكتوم:

- هحاول يا جدي.. خلينا نطلع نتكلم معها ونشوف الموضوع هينتهي على ايه! 


ربت جده على ظهره وذهب معه إلى المنزل، ضغط رشيد على زر الجرس وانتظر.. 


كانت والدة كارمن نائمة براحة فوق فراشها، صوت الجرس المزعج لم يتوقف عن ازعاجها، استيقظت بصعوبه، تلعن في سرها ذاك المتطفل الذي جاء في هذا الوقت الباكر، قامت من فوق الفراش واخذت الروب الحريري وارتدته فوق ثوب نومها العاري، خرجت من غرفتها بغضب وهي تتوعد بداخلها لمن جاء اليها في هذا الوقت الباكر وايقظها من نومها، فتحت الباب بعصبيه ورمقت الطارق بغضب. 


خفض رشيد وجهه وغض بصره سريعاً عند رؤيته لها بثوب النوم، تطلعت إليهما بغضب وتحدثت بنبرة فظه:

- خير؟ مين حضراتكم؟ 


خفض الجد وجهه وتحدث اليها بغضب مكتوم:

- انا اللوا نور الدين الجبالي.. والد وجيه الجبالي اللي انتي اتجوزتيه. 


ثم اشار الي رشيد واضاف:

- وده النقيب رشيد.. ابن وجيه الكبير. 


رسمت ابتسامة مزيفه على وجهها ورحبت بهما بنبرة باردة:

- اهلا.. اتفضلوا. 


تحدث الجد قبل ان يتقدم الي الداخل:

- اتفضلي انتي الاول ادخلي غيري هدومك عشان نعرف نتكلم. 


نظرت الي ثوبها ثم عادت ببصرها تنظر اليهما باستخفاف وتحدثت ببرود:

- ماله لبسي! عموما مفيش مشكله.. هدخل اغير لو مضايقكم! واتفضلوا ادخلوا لما اغير لبسي وارجعلكم. 


تركتهم علي الباب يقفون واتجهت الي غرفتها غير مباليه بشئ، زفر رشيد بغضب وتحدث الي جده بصدمة:

- معقول بابا اتجوز الست دي! 


ربت الجد على ظهره واجابه بقلة حيلة:

- شكلها ست مش سهلة وشكل الاتفاق معاها هيكون اصعب ما كنت اتخيل. 


أومأ رشيد برأسه بالايجاب وتقدم مع جده إلى داخل المنزل وهو يرمق كل زاوية بالمنزل بنظرات غاضبه، جلس جده وطلب منه الجلوس بجواره في انتظارها. 


دخلت والدة كارمن "سهير سالم" الي داخل غرفتها وحاولت الاتصال على زوجها "وجيه" لكي تخبره ان والده وابنه بمنزلها الان. لم يجيب وجيه على اتصالاتها المتكرره، نظرت الي الهاتف بتفكير ثم ابتسمت ساخرة بعد ان استرسل لها عقلها سبب عدم رد وجيه عليها ومجيئ والده وابنه في هذا الوقت الباكر! ابتسمت بمكر وهي ترتب افكارها، ثم اتجهت الي خزانة الملابس لكي تأخذ ثوب اخر ترتديه. 


انتظرها رشيد وجده بالخارج اكثر من نصف ساعه. كانت تقف امام المرآه تضع مساحيق التجميل فوق وجهها بتمهل وهي ترتب افكارها غير مباليه بانتظارهما لها كل هذا الوقت. 


زفر رشيد بغضب وهو يجلس بجوار جده في انتظارها، ثم وقف بعصبيه قائلاً:

- اللي الست دي بتعمله قلة ذوق.. احنا بقالنا اكتر من نص ساعه مستنينها! 


امسك جده يديه وتحدث اليه بهدوء:

- اهدا يا رشيد.. احنا لازم ننهي الموضوع ده النهارده وبهدوء. 


جلس رشيد بجوار جده مرة أخرى وتحدث بنبرة غاضبه:

- انا مش قادر أصدق ان بابا يتجوز ست زي دي! 


خفض جده رأسه بقلة حيلة وربت على يديه بصمت. 


خرجت سهير من غرفتها واقتربت منهما وهي ترسم ابتسامة باردة فوق محياها وتحدثت بتعالي:

- تحبوا تشربوا حاجة؟ 


ثم جلست بسترخاء فوق مقعدها قبل ان تستمع الي ردهم، وضعت قدم فوق الأخرى بطريقه وقحة متكبرة وهي ترمقهم بنظرات باردة. 


زفر رشيد بغضب وهو يتطلع اليها بنظرات غاضبه، انتفض من مكانه واقفًا لكي يذهب، تستفزه كثيرا ببرودها ووقحتها، نظر اليه جده وتحدث اليه بهدوء:

- اقعد يا رشيد وخلينا نتكلم ونمشي على طول. 


نظر الي جده ثم جلس وهو يرمقها بنظرات غاضبه، حركت قدميها بتعالي وتحدثت بملل:

- ياريت نتكلم على طول لاني لسه مكملتش نومي. 


غضب رشيد بشدة من اسلوبها الوقح معهما، وضع الجد يديه فوق كتف حفيده لكي يهدأه قليلاً، ثم تحدث معها بصرامة:

- احنا مش هنقول كلام كتير لانك اكيد عارفه احنا جاين ليه النهارده.. من الاخر كده تاخدي كام وتطلقي بهدوء ومن غير شوشره؟ 


ابتسمت بسخريه ولم تتفاجئ حقًا من حديثه، تطلعت اليهما ببرود واجابت عليه بثقة:

- ومين قال اني عايزة اتطلق! 


لم يتحمل رشيد برودها ووقاحتها معهما، تحدث اليها بنبرة غاضبه قاسية:

- ميهمناش انتي عايزة ايه.. اللي يهمنا ان اسم عيلتنا متشلوش واحدة زيك! 


رمقته بغضب وارتفعت حدة صوتها:

- واحدة زيي يعني ايه! هو باباك قالكم عني ايه بالظبط! انت متعرفش انه عمل المستحيل عشان اوافق اتجوزه! 


خرج الجد عن صمته وتحدث اليها بصرامة:

- لو كان عرف تاريخك وعدد الرجالة اللي اتجوزتيهم واستوليتي على فلوسهم، اكيد مكنش اتجوزك وشيلك اسم عيلة متحلميش انك تكوني واحدة منهم! 


توترت كثيرا بعد مواجهته لها بعدد زيجاتها وعلمه انها تستولى على أموالهم قبل ان يتم الطلاق، جف حلقها من شدة التوتر، حاولت الاسترخاء قليلاً واظهار قوتها، بللت لعابها وتحدثت اليه وهي تحاول رسم البرود على ملامحها:

- والمطلوب ايه دلوقتي؟ 


اجابها رشيد بنبرة حادة:

- تطلقي ونخلص بالمعروف. 


ضحكت بطريقه خليعه وتحدثت اليه بسخريه:

- وماله.. انا معنديش مانع، بس اخد المؤخر بتاعي الاول. 


نظر اليها الجد بغموض، تحدث رشيد بنفاذ صبر:

- هو المؤخر كام يعني؟! 


استرخت في جلستها واجابته ببرود:

- مليون جنيه. 


حدق بها رشيد بصدمة، خفض الجد وجهه ارضًا؛ هذا ما توقعه عندما طالبت بأخذ المؤخر، نظر رشيد الي جده بزهول، عقله رافض استيعاب ان والده قد وقع على هذا المبلغ الكبير گـ مؤخر لأمرأة مثلها، نظر اليه جده بقلة حيلة، ثم نظر اليها وتحدث بغضب مكتوم:

- اتفقنا.. الطلاق يتم النهاردة وانا هديكي المليون جنيه، بس بشرط.. 


نظرت اليه بلا مبالاة، اضاف بقوة وتأكيد :

- مفيش مخلوق يعرف بالجوازة دي، وابني تنسيه خالص ومتفكريش تظهري في حياته مرة تانيه. 


ابتسمت ساخرة من الحديث وتحدثت ببرود:

- اعتبرني نسيته من دلوقتي، وياريت ولا انتم ولا هو تظهروا في حياتي مرة تانيه. 


لقد نفذ صبر رشيد، انتفض واقفًا بغضب، وقف جده سريعًا بجواره وامسك بيديه لكي لا يفقد اعصابه، تحدث اليها الجد بصرامة:

- النهاردة بالليل هنتقابل عند المحامي وهيتم الطلاق وهتاخدي الفلوس اللي طلبتيها. 


أومأت برأسها ببرود، رمقها رشيد بغضب، لم يعد يتحمل المكوث بهذا المنزل اكثر من ذالك، اخذ جده وخرج من المنزل، زفر بغضب وهو يتجه الي سيارته، وقف امام السيارة وانفجر غضبه وتحدث بأنفعال:

- انا مش مصدق ازاي بابا يعمل عمله زي دي ويتجوز واحده زي دي! عقله كان فين وهو بيوقع علي ورق جوازه منها!


تحدث جده بقلة حيلة:

- خلاص يا رشيد اهدى، باباك غلط ولازم ندفع تمن غلطته. 


زفر رشيد بغضب والقى نظره اخيره على منزلها قبل ان يذهب بسيارته، أراد لو استطاع حرق هذا المنزل وهي بداخله، كم ابتغض غرورها وبرودها ووقاحتها، استقل السيارة وجده بجواره، انطلق بسيارته في طريقهما الي المنزل...✋. رواية كارمن للكاتبة ملك إبراهيم. 


ذكريات كثيرة جمعتهما، تخبط في مشاعره بين الحب والكراهيه. مشاعره الصادقة بالحب اتجاهها، مقابل مشاعر الكراهية اتجاه والدتها. لم يشعر كام من الوقت مضى وهو كان شاردًا في الماضي، مازال بداخل سيارته امام منزل عائلته. اقترب جده من السيارة وتحدث اليه بقلق:

- رشيد... انت كويس؟! 


التقط انفاسه ثم ترجل من السيارة واقترب من جده وأجاب عليه بأرهاق:

- انا كويس يا جدي متقلقش. 


تأمله جده بترقب وتحدث معه بفضول:

- انت قاعد جوه عربيتك بقالك اكتر من ساعة، شكلك كنت بتفكر في حاجة مهمة؟! 


نظر الي جده وتعمق بالنظر اليه قليلاً ثم التقط نفسً عميق واجاب:

- انا شوفت كارمن النهاردة. 


حدق به جده بصدمة، خفض رشيد وجهه بحزن واضاف:

- من وقت ما شوفتها وانا متلخبط. 


تأمله جده بحزن، رفع وجهه ينظر إلى جده مرة أخرى واضاف بغضب:

- ليه قلبي دق لما شوفتها! ليه خوفت عليها لما ايديها اتجرحت؟! 


اشتد غضبه اكثر واضاف بصوت مرتفع:

- معقول لسه بتقصر فيا! معقول انا مقدرتش انساها بعد كل اللي عملته فيا! 


ربت جده على ظهره وتحدث اليه بهدوء:

- اهدى يا رشيد.. هي برضه كانت في يوم من الايام مراتك.. يعني مش معقول هتنساها بالسهوله دي! 


صدح صوته الغاضب مرتفعًا:

- لا انا لازم انساها.. لازم امحيها من ذاكرتي.. مش عايز افتكرها ابدا.. مش عايز افتكر اي لحظة عشتها معاها. 


عانقه جده بقوة لكي يهدأ قليلاً، شعر وكأن بداخله بركان من نار، همس اليه جده بندم:

- يارتني ما كنت طلبت منك ترجع هنا تاني، ياريتك فضلت مسافر وبعيد عنها. 


ابتعد عن جده وتحدث بصراخ:

- انا مقدرتش انساها لحظة واحدة وانا بعيد عنها، انا كنت بخدع نفسي وبقول نسيت، وهي جت وبكل سهولة فكرتني بكل الوجع اللي عشته بسببها. 


ربت جده على كتفه بحزن وتحدث اليه بقوة:

- انساها يا رشيد.. متسمحلهاش تدمر حياتك زي ما عملت زمان.. البنت دي زي مامتها ومستحيل هتتغير. 


اشتعلت عيناه بالغضب، لم يشعر احد بالنيران المشتعله بداخله وقلبه الذي يتألم من خيانتها، نظر امامه الي الفراغ وهمس بداخله باصرار:

- مش قبل ما اعرف هي عملت فيا كده ليه! ووقتها انا مش بس هنساها.. انا هدمر حياتها زي ما دمرت حياتي.. انا لازم انتقم منها وادفعها التمن غالي اوي.


********

صباح اليوم التالي. 

ذهبت كارمن الي عملها، تعمل في الصباح مدرسة بروضة خاصة للاطفال، وفي المساء تعمل نادلة بأحد المطاعم الشهيرة.


تقضي يومها بالعمل لكي توفر النقود لدفع إيجار السكن وتوفير احتياجات والدتها التي لم تتنازل عن طلباتها الكثيره رغم افتقادهما للنقود بعد ان خسرت والدتها كل ما تملك. 


انتهت من عملها بالروضة وذهبت الي احد المطاعم واشترت الطعام الجاهز واخذته الي والدتها حتى لا تغضب منها كما فعلت ليلة أمس. 


عادت الي المنزل لكي تعطي والدتها الطعام وتستعد للذهاب إلى عملها الثاني بالمطعم. اخذت منها والدتها الطعام ببرود وظلت تنتقد الطعام وكل ما تفعله كارمن من أجلها. ارتدت كارمن ثيابها وهي تستمع الي كلمات والدتها القاسيه بصمت، خرجت من المنزل وذهبت الي عملها مع صديقتها مودة، لم تتوقف مودة عن الحديث طوال الطريق حتى اوقفت كارمن وتحدثت اليها بفضول:

- انتي برضه مش هتقوليلي كان مالك امبارح؟ 


نظرت اليها كارمن بأرهاق واجابتها:

- مفيش حاجة يا مودة انا تعبانه بس شويه. 


تنهدت بتعب ثم تابعت سيرها، توقفت مودة امامها وتحدثت مرة أخرى بفضول:

- نفسي اعرف في ايه انتي مخبياه عليا؟ 


نظرت اليها بتوتر واجابتها بارتباك:

- مفيش حاجة.. انا كويسه. 


تأملتها مودة بترقب، تشعر ان كارمن تخفي عنها شئً بماضيها، كل شئ تفعله كارمن يدل على انها تهرب من شئٍ ما، لقد اتت مع والدتها منذ اربعة اعوام للسكن بالحي الذي تسكن به مودة، لم تتحدث عن ماضيها من قبل، دائماً تفضل الصمت. لم تستسلم كارمن الي فضول مودة واجابتها بنبرة حادة بعض الشئ:


- ياريت بلاش تسأليني تاني يا مودة.. لو في حاجة من حقك تعرفيها انا هاجي لوحدي احكيهالك! 


حدقت بها مودة بصدمة. لقد ازداد فضولها جوعً، شعرت ان هناك قصة طويلة خلف صمت كارمن وهروبها المستمر من الاجابة على اسئلتها. 


تركتها كارمن وسارت في طريقها الي عملها، كانت تسير بخطوات مسرعه، هاربه من ذكرياتها التي تركض خلفها بعد ان رأت رشيد امس واحيا بداخلها ألاَم الماضي من جديد.. لا يعلم كم تشتاق اليه وتحتاج اليه كثيرًا، عادت بذاكرتها الي اليوم الذي ذهبت فيه الي المشفى بعد ان خرجت من منزلها في الصباح الباكر حتى تذهب اليه وتخبره انها تبادله نفس المشاعر... ✋. 


ذهبت إلى المشفى لكي تتحدث معه وتعترف له بمشاعرها المتبادلة اتجاهه. اقتربت من باب الغرفة وطرقت بهدوء، تفاجأة بصوت لشخص اخر يدعوها للدخول، دخلت ونظرت الي الرجل المسن الذي يتمدد فوق الفراش، عادت ببصرها تتأكد من رقم الغرفة، استوقفتها الممرضه التي كانت بالغرفه واقتربت منها تتحدث بابتسامة :

- كارمن.. اهلا وسهلا.. اخبارك ايه دلوقتي؟ 


نظرت اليها كارمن بارتباك وأومأت برأسها بهدوء واجابت بتوتر:

- الحمدلله.. انا كنت عايزة رشيد.. هو اتنقل من الغرفة دي؟! 


ابتسمت الممرضة واجابت عليها بهدوء:

- لا يا كارمن.. حضرة الظابط خرج امبارح من المستشفى. 


حدقت بها بصدمة، خفق قلبها بقوة وهمست بزهول "خرج!!" استرسل لها عقلها الكثير من الأسئلة؛ لماذا ذهب؟ كيف يذهب قبل ان يستمع الي ردها عليه! هل تراجع عن حديثه معها؟ هل خسرته بعد ان تركت المشفى قبل ان تخبره انها تبادله نفس المشاعر! ماذا تفعل الان؟ اين ستجده وكيف ستخبره انها تبادله مشاعر الحب، كيف تخبره انها بحاجة اليه ان يكون بجانبها ولم يتركها وحدها. شعرت بالاحباط وخفضت رأسها ارضًا وسارت وهي تلوم نفسها وتشعر بالندم، كم تمنت لو يعود بها الزمن وتعترف له بمشاعرها كما فعل. ذهبت من المشفى وهي حزينه، تفكر كيف يمكنها ان تراه مجددًا وهي لا تعلم عنه شئ سوى اسمه فقط. 


عادت الي المنزل وتفاجأت ان والدتها مستيقظه باكرًا، كانت والدتها في اشد حالات الغضب، اقتربت منها كارمن وتحدثت اليها بقلق:

- ماما في ايه؟ 


زفرت والدتها وصدح صوتها الغاضب مرتفع:

- مفيش حاجة.. ابعدي عن وشي دلوقتي انا مش طايقه حد. 


ابتعدت كارمن عن والدتها وجسدها يرتجف بشدة، اخذت والدتها الهاتف وتحدثت الي احدى صديقاتها واخبرتها ان زوجها الجديد ارسل والده وابنه واتفقوا معها على الطلاق.


#يتبع... ✍️


#الفصل_السادس🔥

رواية_كارمن

الكاتبة_ملك_إبراهيم


لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 💙


Part (6)


ابتعدت كارمن عن والدتها وجسدها يرتجف بشدة، اخذت والدتها الهاتف وتحدثت الي احدى صديقاتها واخبرتها ان زوجها الجديد ارسل والده وابنه واتفقوا معها على الطلاق مقابل اعطاءها مبلغ مليون جنيه. ستمعت كارمن الي حديث والدتها بحزن، لقد سئمت من افعال والدتها، تعلم انها تتزوج كثيراً ويتم الطلاق مقابل المال. تنهدت بتعب وذهبت الي غرفتها. 


*******

في المساء.. 


دخلت والدة كارمن الي غرفة ابنتها واخبرتها انها ستذهب الي المحامي. أومأت كارمن برأسها بالايجاب وهي تعلم ان والدتها ذاهبه لكي تنهي إجراءات الطلاق، لم تهتم كارمن كثيراً بالامر، لقد اعتادت على افعال والدتها. 


ذهبت والدة كارمن الي مكتب محامي عائلة زوجها، كان رشيد ووالده وجده في انتظارها، تم الطلاق مقابل المبلغ المالي(مليون جنيه) تنازلت والدة كارمن عن كل حقوقها مقابل النقود. كان الجد يضع النقود بداخل حقيبه وقام بتسليمها الي طليقة ابنه بعد انتهاء كل شئ. اخذت والدة كارمن الحقيبه بسعادة وتركتهم وذهبت الي منزلها. نظر الجد الي حفيده وأومأ برأسه، كانت هذه هي الاشارة لكي يتحرك رشيد ويفعل ما اتفق عليه مع جده، ابتسم رشيد بثقة وذهب. 


كانت كارمن بداخل غرفتها، تفكر في رشيد، لا تعلم اين ذهب ولا تعلم اين تجده الان ، تتمنى بداخلها ان يبحث هو عنها ويجدها ويأتي اليها. 


عادت والدة كارمن الي المنزل واتجهت الي غرفتها واغلقت الباب عليها وقامت بفتح الحقيبه فوق الفراش ووضعت النقود امام عيناها وابتسمت بسعادة وانتصار. 


وصل رشيد ومعه قوة من رجال الشرطة الي منزل سهير سالم طليقة والده، بعد ان قدم جده اللواء نور الدين الجبالي بلاغ يتهمها فيه بسرقة مبلغ مالي كبير وحدد مواصفات الحقيبة والنقود التي اخذتها منهم. رتب اللواء نور الدين للقبض عليها ومعاقبتها على وقاحتها معهم وجراءتها علي الزواج من ابنه، ويكون هذا درسً قاسيًا لها لكي تعلم حدودها مع هذه العائلة ولم تتجرأ على فعل شئ بعد الطلاق. 


تولى رشيد قيادة مهمة القبض عليها من داخل منزلها بكل ترحاب، حتى يثأر منها بعد وقاحتها معه هو وجده. 


وقف رشيد امام المنزل وطرق بقوة، وقف خلفه مجموعة من رجال الشرطة ينتظرون اشارته بالقبض علي المتهمة. 


خرجت كارمن من غرفتها بقلق عقب استماعها الي صوت طرق عاليًا على باب المنزل بطريقه حادة وقويه، اتجهت مسرعة الي الباب وفتحت الباب بقلق. شهقت بصدمة عندما رأته يقف امامها، ابتسمت تلقائيًا وهمست اسمه بسعادة:

- رشيد! 


حدق بها بصدمة، توقف عقله عن الاستيعاب، رافض تصديق سبب وجودها بهذا المنزل، تمنى لو ما يفكر به الان غير صحيح. ابتسمت بسعادة وتحدثت اليه بشغف:

- انا كنت بفكر فيك دلوقتي.. انا مش مصدقه انك جيت عشاني.. انا روحت المستشفى أسأل عليك وقالولي انك خرجت! 


هز رأسه بالرفض وتحدث اليها بصدمة:

- انتي بتعملي ايه هنا؟ 


عقدت ما بين حاجبيها بدهشة ثم ابتسمت بشغف واجابت عليه:

- انت عرفت عنوان بيتي ازاي؟  


اغمض عيناه بصدمة عقب استماعه لتأكيدها ان هذا المنزل لها وبالطبع لوالدتها! تلك المرأة التي جاء الان ومعه قوة من رجال الشرطة للقبض عليها. 


استغربت صمته واعتقدت انه جاء من اجلها ومن اجل ان يستمع الي ردها على اعترافه بمشاعره اتجاهها، لم تنتبه لوجود مجموعه من رجال الشرطة يقفون خلفه ينتظرون اشارته. فقط عيناها تراه هو فقط، ابتسمت بسعادة وتحدثت اليه بخجل:

- على فكرة انا روحت المستشفى اسأل عليك عشان في عندي اعتراف مهم كان لازم اعترفلك بيه زي ما أنت اعترفتلي.. 


تأملها بصدمة، صدح صوت احد الضباط وسأله بفضول:

- نقتحم البيت يا فندم؟ 


التفت ينظر اليه بصدمة، توقف عقله عن التفكير، لم يستطيع الاجابة على السؤال، عاد ببصره اليها، كانت تنظر اليه بصدمة وذهول عقب استماعها الي صوت شخص اخر لم تنتبه انه يقف قريبً منهما. 


خرجت والدتها من الغرفه، صدح صوت والدتها تسأل بفضول:

- مين عندك يا كارمن؟ 


توترت كثيراً ثم اجابت على والدتها بارتباك:

- مفيش حد يا ماما. 


ثم انخفضت نبرة صوتها وتحدثت اليه بهمس:

- انت لازم تمشي دلوقتي.. مينفعش ماما تشوفك هنا. 


وقف في حيرة من امره، لقد جاء الي هنا لكي يعتقل طليقة والده بتهمة السرقة لكي يسترد الاموال التي اخذتها منهم مقابل الطلاق من والده، كيف سيلقي القبض عليها بعد ان اكتشف انها والدة الفتاة التي احبها! 


اقتربت والدة كارمن من باب المنزل واستغربت من وجود رشيد ابن طليقها، اندفعت الي الباب وتحدثت اليه بحده:

- انت ايه اللي جابك هنا! احنا مش خلاص فضناها وباباك طلقني وخلصنا! 


حدقت به كارمن بصدمة، نظر الي والدة كارمن بغضب ثم تحدث اليها بنبرة حادة:

- انا كنت جاي عشان اديكي درس عمرك، يمكن ترجعي عن طريق النصب على الرجاله اللي انتي ماشيه فيه! 


شهقت كارمن بصدمة بعد استماعها لحديثه مع والدتها، ثم نظرت الي والدتها وهي تحاول استعاب ما قاله رشيد. هدأت نبرة صوته قليلاً وهو يتطلع الي كارمن واضاف:

- بس للاسف مش هقدر اعمل كده دلوقتي. 


رمقته والدة كارمن بدهشة، تابعت نظراته الي ابنتها بترقب. انسالت دموع كارمن وهي تتطلع الي والدتها وتحدثت اليها ببكاء:

- الكلام اللي رشيد بيقوله ده صح يا ماما! انتي فعلا بتنصبي على الرجاله؟


رمقتها والدتها بغضب واجابت عليها بحدة:

- انا مبنصبش على حد! انا بتجوز على سنة الله ورسوله.. ولما بيحصل الطلاق باخد حقي منهم! 


اغمضت كارمن عيناها بصدمة وهي تبكي بانهيار، ما قالته والدتها كان عار لها امام حبيبها،  نظرت اليه وتحدثت اليه بصوتها الباكي وشهقاتها المتقطعه:

- انا اسفه.. اسفه على كل حاجة ماما عملتها.. بس ارجوك بلاش تسجنها.. انا مليش غيرها في الدنيا.. انا لوحدي وهي معايا.. مش عارفه لو بعدت عني هقدر اعيش ازاي من غيرها. 


لم يتحمل رشيد رؤيتها تبكي بهذه الحالة، يعلم انها لا تشبه والدتها، بكاءها قطع نياط قلبه، أومأ لها بالايجاب والتفت ينظر الي رجال الشرطة وتحدث اليهم بقوة:

- ارجعوا انتوا على العربيات وانا جاي وراكم. 


ذهبوا من خلفه ووقف هو بمفرده، اقترب منها خطوتين ورفع يديه الي وجهها وجفف دموعها بأنامله، تابعت والدتها ما يفعله رشيد مع ابنتها بستغراب، لا تعلم متى تعرفت ابنتها عليه وما هي العلاقه التي تربطهما! 


ارتجف جسد كارمن وابتعدت عنه قليلاً وهي تخفض وجهها ارضًا. ابتسمت والدتها بمكر وتحدثت اليه ببرود:

- خير يا حضرة الظابط! لسه ليك حاجة عندنا؟ 


رمقها بغضب ثم عاد ببصره الي كارمن واجاب بثقة:

- طبعًا ليا.. 


رفعت كارمن عيناها ونظرت اليه بقلق، ابتسم اليها بحنان ثم رمق والدتها بغضب واضاف مؤكدًا:

- واللي ليا هنا هاخده. 


رمقته والدة كارمن بغضب، شعرت ان حديثه المقصود بأبنتها. أومأ برأسه بثقه ثم ذهب من امامهما، بكت كارمن اكثر وهي تتابع ابتعاده عنها، اعتقدت انه يقصد النقود بحديثه ولم تنتبه انه يقصدها هي. 


تابعت والدتها بكاءها بترقب ثم اقتربت من باب المنزل واغلقته بحده، وقفت كارمن تبكي وهي تنظر الي باب المنزل وتتمنى عودة رشيد اليها، وقفت والدتها امامها وتحدثت اليها بحدة:

- انتي تعرفي رشيد من امتى وازاي؟ 


نظرت الي والدتها بحزن وارتفعت شهقاتها وهي ترى والدتها تتسبب لها في كل حزن وألم تشعر به. اشتدت حدة صوت والدتها واعادة سؤالها:

- ردي يا كارمن.. انتي تعرفيه من امتى وازاي عرفتيه؟! 


انتفض جسد كارمن من صراخ والدتها واجابت عليها بصوت متقطع من شدة البكاء:

- عرفته في المستشفى.. هو الظابط اللي انقذنا لما الباص اتخطف. 


عقدت والدتها ما بين حاجبيها بدهشة وهمست بداخلها " معقول قدر يتعلق بيها في الفترة البسيطة دي! " فكرت قليلاً ثم ابتسمت بثقة وتحدثت الي ابنتها بثقة:

- براڨو عليكي يا كارمن.. اهو انتي كده اثبتي انك بنتي صحيح. 


نظرت كارمن الي والدتها بدهشة، ربتت والدتها علي ظهرها واضافة ببرود:

- بس انا عايزاكي من اللحظة دي تنسي رشيد ده خالص. 


حدقت بوالدتها بصدمة، أومأت والدتها برأسها بالايجاب واضافة:

- احنا مش هينفع ندخل عيليتهم تاني بعد ما انا اطلقت من باباه النهاردة. 


اغمضت كارمن عيناها وهي تبكي بحزن، اضافة والدتها بنبرة حماسية صدمت كارمن:

- بس متقلقيش انا هشوفلك واحد تاني تقدري توقعيه ونطلع منه بمبلغ كويس. 


حدقت بوالدتها بصدمة، تراجعت الي الخلف بزهول واردفت قائلة:

- ايه اللي بتقوليه ده يا ماما! انتي سامعه بتقوليلي ايه؟! 


رمقتها والدتها ببرود واجابت عليها بصرامة:

- انتي مش هتعملي حاجة عيب ولا حرام.. ده جواز شرعي وبعد فترة تطلقي وتطلعي من الجوازة بمبلغ كويس. 


انهارت كارمن في البكاء وابتعدت عن والدتها وهي تترنح بزهول، صرخت وعقلها لا يستوعب حديث والدتها:

- انا مش مصدقه اللي بسمعه ده! ازاي تطلبي مني حاجة زي كده.. انتي عايزة تدمري حياتي اكتر ما دمرتيها! 


اقتربت منها والدتها وامسكتها من ذراعيها بقوة وتحدثت اليها بقوة وغضب:

- مين اللي دمرت حياتك! فوقي.. بصي حواليكي ، شوفي المستوى اللي انتي عايشه فيه.. كنتي عايزة تعيشي في المستوى ده ازاي ومنين وباباكي مات واحنا علينا ديون.. انا ضيعت عمري عليكي.. دخلتك احسن مدارس ولبستك من أغلى الماركات.. ضيعت عمري وانا بفكر فيكي وفي مستقبلك. 


انهارت اكثر بين يدي والدتها، هزتها والدتها بقوة بين يديها واضافة بقوة:

- بعد كل اللي عملته ده عشانك وجايه تقوليلي اني دمرت حياتك! 


ابتعدت عن والدتها وصرخة بانهيار:

- انتي معملتيش حاجة عشاني.. كل اللي عملتيه عشانك انتي.. انتي اللي عايزة تعيشي في المستوى ده مش انا! انا عمري ما طلبت منك ادخل احسن المدارس ولا البس أغلى الماركات، انا مكنتش محتاجة منك غير اهتمامك بيا وانك تكوني جنبي.. انتي وفرتيلي كل حاجة بس حرمتيني منك انتي. 


تابعت والدتها انهيارها بصدمة، جلست كارمن على الارض بضعف واضافة بحزن:

- ودلوقتي عايزة تحرميني من الانسان الوحيد اللي حبيته. 


اشتد غضب والدتها واقتربت منها تتحدث بصرامة:

- مفيش حاجة اسمها حب فوقي لنفسك يا كارمن.. مش لازم تحبي حد غير نفسك. 


رفعت عيناها تنظر الي والدتها بحزن واجابت عليها:

- انا لو حبيت نفسي بس يبقى هكرهك انتي يا ماما! 


ارتجف جسد والدتها قليلاً، حاولت التماسك واظهار القوة واللا مبالاة، رسمت البرود على ملامحها وتحدثت لاخر مرة قبل ان تتركها وتذهب:

- كلامي مش هعيده تاني.. رشيد ده تنسيه خالص. 


بكت كارمن بانهيار، تركتها والدتها واتجهت الي غرفتها، هتفت كارمن بحزن:

- اكيد هو اللي هينساني بعد اللي عرفه النهاردة... ✋. 


عادت من ذكرياتها عندما توقفت امام محل عملها، اتجهت الي داخل المطعم، ركضت اليها احدى الفتيات وتحدثت اليها بقلق:

- كارمن المدير عايزك في مكتبه حالا. 


شعرت بالقلق الشديد وهمست بقلق:

- خير ايه اللي حصل! معقول عشان اتأخرت خمس دقايق؟ 


هتفت الفتاة بحيرة:

- بصراحة مش عارفه! 


استغربت مودة وتحدثت بقلق:

- وعايزني انا كمان؟ 


اجابتها الفتاة بثقة:

- هو قال كارمن بس! 


اغمضت كارمن عيناها بتعب ثم أومأت بالايجاب واتجهت الي غرفة المدير وطرقت على الباب بهدوء. 


سمح لها بالدخول، فتحت الباب وتفاجأت بوجود رشيد يجلس مع صاحب المطعم ويتبادلون الحديث، ارتجف جسدها وخفق قلبها بشدة عند رؤيتها له، أشار اليها صاحب المطعم وطلب منها ان تتقدم الي الداخل، تقدمت بخطوات مطباطأة وهي تخفض وجهها ارضً، لم تستطيع رفع عينيها والنظر اليه. 


كان يتابع خطواتها باهتمام، يعلم بماذا تشعر الان، يستمع صوت خفقات قلبها بوضوح. 


اقتربت منهما وجلست امامه، بدأ صاحب المطعم بالحديث موضحًا سبب استدعائها الي غرفة مكتبه:

- الاستاذ رشيد يا كارمن كان هو والمدام في حفلة امبارح وعجبهم جدا شغلك والتزامك بخدمة الضيوف، وجاي النهاردة يتفق على حفلة عيد ميلاد ابنه وعايزك تكوني المسؤولة عن ضيافة المدعوين. 


شهقت بصدمة وصدح صوتها عاليًا دون ان تشعر:

- نعم.. مدام مين وابن مين؟! 


استغرب المدير من رد فعلها الغريب ونظر الي رشيد بحرج واعتذر منه باحترام، ثم رمق كارمن بغضب وتحدث اليها بصرامة:

- في ايه يا كارمن انتي اتجننتي! ازاي تتكلمي بالاسلوب ده! 


شعرت بتجاوزها وخفضت وجهها بصمت، لا تصدق انه تزوج وانجب ولد! رفعت عيناها ونظرت اليه بلوم، تلألأت عيناها بالدموع، كيف له ان يتزوج من غيرها! كيف ينجب ابن من امرأة اخرى! كانت على وشك الانفجار بالبكاء والصراخ، كيف يفعل بها ذالك! 


كان يتابع صدمتها وغضبها بصمت، يعلم بما تشعر به الان، ما فعله بها الان كان جزء من خطته في الانتقام منها، لكنها لم ترى شئٍ بعد، الانتقام الاكبر سيكون من نصيبها في الحفل. 


وقف بهدوء وتحدث الي مدير المطعم:

- اظن احنا كده اتفقنا على كل حاجة والعنوان مع حضرتك. 


وقف مدير المطعم وابتسم اليه واجابه باحترام:

- تمام يا فندم كل شئ هيكون جاهز زي ما اتفقنا. 


أومأ رشيد برأسه بالايجاب ثم نظر اليها بقسوة وخرج من الغرفة. لا يعلم ما فعله بقلبها بتلك النظره، شعرت وكأن نظرته القاسية سهمً مسموم اخترق قلبها واراد القضاء على حياتها. وقفت بصمت شاردة تستمع الي توبيخ مديرها على اسلوبها الفظ مع العميل، انتهى المدير من حديثه وهو يعطيها العنوان ويأكد عليها سرعة الذهاب إلى عنوان منزله في الصباح الباكر وبدء العمل به. اخذت منه العنوان وخرجت من غرفة المكتب وهي بداخل دوامة من الأفكار والذكريات... ✋. 


تذكرت ما حدث معها بعد مرور شهر. بعدما علم رشيد ان سهير سالم طليقة والده هي ام حبيبته، وبعد تحذير سهير لابنتها ان لا تفكر به مجددًا... قضت كارمن بالمنزل شهرً كاملاً لم تخرج من المنزل ولم تتحدث الي احد، حتى انتهت الاجازة الصيفيه وبدأ العام الدراسي. وكان عليها الذهاب إلى الجامعه. 


استيقظت اليوم باكرًا في يومها الاول وسنتها الاولى الدراسيه في الجامعه.


ذهبت إلى الجامعه بوجه شاحب حزين، كانت فاقدة للشغف والحياة، كانت ترتدي ثوب غامق وترفع شعرها بطريقه عشوائيه، غير مباليه بشئ، اقتربت منها سما صديقتها وهي تركض اليها بحماس، توقفت امامها وتحدثت اليها باشتياق:

- كارمن وحشتيني اوي.. انا اسفه يا كارمن مقدرتش اتواصل معاكي طول الفترة اللي فاتت لاني كنت مسافره. 


عانقتها كارمن وتحدثت اليها بهدوء:

- متعتذريش يا سما.. انا اصلا مش زعلانه. 


حدقت بها سما بدهشة وتحدثت اليها بقلق:

- كارمن انتي كويسه؟!


نظرت امامها الي الفراغ واكتفت بأمأة بسيطه. استمعت إلى صوت مميز يأتي من خلفها:

- لو سمحتي عايز اسأل عن زميله لكم في الجامعه. 


صوته كان مألوفًا لها، تعرفت عليه بسهوله دون ان تراه، خفق قلبها بقوة، التفتت تنظر اليه لكي تتأكد من وجوده حقًا خلفها، ابتسمت بسعادة عندما وجدته يقف خلفها وينظر اليها، لا يعلم كم اشتاقت اليه. حدقت به سما صديقتها، شعرت وكأنها رأت هذا الشاب من قبل! لكن اين ومتى لا تتذكر! 


نجح في رسم الجدية على ملامحه وأعاد سؤاله بنبرة جادة:

- ممكن تساعدوني اوصلها؟


حدقت به كارمن بصدمة وتحدثت اليه بذهول:

- رشيد انت بتسأل عن مين؟!


ابتسم بداخله وحاول الثبات على رسم الجدية، نظرت اليهما سما بدهشة وهي تحاول ان تتذكر اين رأته من قبل! نظر رشيد الي كارمن راسماً الدهشة على ملامحه وتحدث اليها:

- حضرتك تعرفيني؟!


بهتت ملامحها بحزن بعد ان شعرت انه يتجاهلها ولا يريد ان يتذكرها، تلألأت عيناها بالدموع سريعًا واجابته بحزن:

- لا معرفكش.. انا اسفه. 


كادت ان تذهب من امامه لكنه امسك بيديها سريعًا وتحدث اليها بشغف:

- خلاص انا بهزر معاكي والله عشان وحشتيني اوي. 


يتبع... ✍️



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



الفصل الاول والثاني من هنا



الفصل الثالث والرابع من هنا



الفصل الخامس والسادس من هنا


الفصل السابع والثامن من هنا



الفصل التاسع والعاشر من هنا



❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-