رواية عاشق زوجتي الفصل الثاني بقلم الكاتبه صباح عبدالله فتحي حصريه وجديده على مدونة أصل للمعلومات والروايات
![]() |
رواية عاشق زوجتي الفصل الثاني بقلم الكاتبه صباح عبدالله فتحي حصريه وجديده على مدونة أصل للمعلومات والروايات
في المطبخ،
دخل يوسف على أمه وهو يقول بابتسامة مرحة:
ــ "صباح الخير يا ست الكل."
ردّت أم يوسف وهي تضع الفطار على الترابيزة:
ــ "صباح النور يا ضنايا، نمت فين امبارح؟"
جلس يوسف على الكرسي بتراخي وقال:
ــ "نمت عند علاء صاحبي يا أمي. بس قوليلي.. سمر فين؟ والآنسة نور عاملة ايه دلوقتي؟"
أمه مسحت يدها في المريلة وقالت بحنان ممزوج بالقلق:
ــ "سمر راحت الجامعة بتاعتها.. ونور في أوضتها يا حبة عيني. من امبارح وهي مش مبطلة عياط. وربنا الواحد اللي يعلم إيه اللي حصل معاها وخلاها زعلانة كده."
قطّب يوسف حاجبيه باستغراب:
ــ "ليه؟ هي مالها؟"
أمه هزت رأسها بأسى:
ــ "ربنا وحده اللي عالم بيها."
يوسف بحزم وهو يقوم من مكانه:
ــ "طيب.. أنا هروح أطمن عليها لحد ما تحطي الفطار."
ابتسمت أمه وقالت:
ــ "ماشي يا بني.. يمكن ربنا يهديها وتيجي تاكل لقمة."
ــ "ليه؟ هي ما كلتش حاجة من امبارح؟" سأل يوسف بدهشة.
ــ "أيوه يا بني. امبارح ما رضيتش تاكل حاجة، ودلوقتي برضه بتقول ما لهاش نفس."
---
في الشركة عند جاسر
كان جاسر جالسًا خلف مكتبه، عينيه يكسوها التوتر. دخلت السكرتيرة بخطوات واثقة وهي تقول بدلع متعمد:
ــ "صباح الخير يا بيبي."
زمّ جاسر شفتيه بضيق:
ــ "أنا ما قلتلك متجيش الشركة غير لما الأمور تهدى شوية؟"
قالت بخبث وهي تتمايل:
ــ "ليه؟ خايف على زعل المدام؟"
اشتعل وجه جاسر غضبًا:
ــ "احترمي نفسك! وخدي بالك إنتي بتكلمي مين. مش علشان حصل بينا حاجة، تفتكري تعملي اللي إنتي عايزاه. لأ.. فوقي لنفسك يا روح أمك وشوفي انتي بتكلمي مين.
ثم صاح بحدة:
ــ "ويلا غوري من وشي دلوقتي!"
نظرت له بضيق قبل أن تغادر وهي تقول بتهديد ساخر:
ــ "ماشي.. أنا همشي دلوقتي. بس إنت اللي هتجري ورايا بعدين. سلام يا بيبي."
جلس جاسر يضرب بيده على المكتب وهو يتمتم بحقد:
ــ "ماشي يا نور.. أنا هوريكي. كل اللي حصللي ده بسبب واحدة زيك. طيب والله، لا أطلع غضبي كله عليكي. بس استني.. أول أعرف إنتي فين."
---
في أوضة نور
فتح يوسف باب الغرفة بهدوء ودخل مبتسمًا:
ــ "صباح الخير يا آنسة نور."
رفعت نور عينيها إليه بخجل وقالت:
ــ "صباح الخير يا أستاذ يوسف."
اقترب منها وجلس على الكرسي:
ــ "خير؟ أمي قالتلي إنك من امبارح مش راضية تاكلي حاجة."
ثم مازحها بخفة دم:
ــ "إيه؟ ولا طبيخ الحجة مش عاجبك؟ ولا نطلبلك درفيلي؟"
ضحكت نور بخجل وهي تهز رأسها:
ــ "لا والله مش كده. أنا بس ماليش نفس خالص."
يوسف بمرح:
ــ "قطيعة يا أختي النفس! ده الحجة فاطمة عاملة شوية فول يستهلوا بوقك الحلو ده."
ابتسمت نور ابتسامة باهتة وقالت بأسى:
ــ "آسفة يا أستاذ يوسف.. بجد والله ماليش نفس لأي حاجة."
تغيرت ملامح يوسف وصار صوته أكثر جدية:
ــ "ممكن أعرف إيه اللي مزعلك بالشكل ده؟"
هزت نور رأسها والدموع تنساب من عينيها:
ــ "لو سمحت.. مش عاوزة أتكلم في الموضوع ده."
تنهد يوسف بحزن وقال:
ــ "طيب خلاص.. بلاش تعيطي. مش لازم أعرف حاجة. بس اعتبريني زي أخوكي. منين ما تعوزي أي حاجة، أنا موجود. ولو حبيتي تتكلمي، هسمعك، وأساعدك، وأقف جنبك."
رفعت نور عينيها إليه بامتنان:
ــ "بجد مش عارفة أقولك إيه. شكراً قوي.. كفاية إنك جبتني بيتك. إنت إنسان نادر في الدنيا دي."
ابتسم يوسف بخفة وقال:
ــ "مش عاوزك تشكريني تاني. أنا ما عملتش حاجة. وأي حد مكاني كان هيعمل أكتر من كده. وبعدين.. كلمة حضرتك دي بتحسسني إني راجل عندي مية سنة وسناني مخلعة."
ضحكت نور ضحكة حزينة، لكن ألم قلبها خفّ قليلًا:
ــ "بجد دمك خفيف أوي.. ربنا يصلح حالك."
نظر إليها يوسف بعينين لامعتين وقال بغزل خرج منه بدون قصد:
ــ "يا لهوي.. أخيرًا الشمس طلعت."
نظرت إليه نور باستغراب:
ــ "نعم؟!"
ارتبك يوسف واحمر وجهه:
ــ "ها.. ولا حاجة."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مكتب أحمد دخلت السكرتيرة إلى المكتب وهي تقول:
ـ صباح الخير يا فندم، حضرتك طلبتني؟
رفع أحمد رأسه من فوق الأوراق، وقال بلهجة متعبة:
ـ أيوه يا آنسة ملك، لو سمحتي عايزك تلغي أي اجتماع هيحصل النهارده في الشركة.
ترددت ملك قليلًا قبل أن ترد:
ـ بس يا فندم… النهارده في مقابلة الموظفين الجُدد، والناس فعلًا ابتدوا ييجوا، ولازم حضرتك تشرف بنفسك.
أحمد بحزن:
ـ خليه الأستاذ جاسر يقابلهم.
ملك وقد ازدادت حيرتها:
ـ بس الأستاذ جاسر مش موجود يا فندم.
نظر أحمد إليها بدهشة:
ـ إيه؟ مش موجود؟ أمال فين؟
أجابت بارتباك:
ـ والله ما عندي فكرة يا فندم… هو جه الشركة الصبح بدري، وبعدها خرج تاني.
أحمد وهو يزفر بضيق:
ـ طيب خلاص، روحي شوفي شغلك، وبلغي الناس اللي جاية علشان المقابلة إن المقابلة هتبدأ بعد نص ساعة.
أومأت ملك سريعًا:
ـ أمرك يا فندم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نرجع ليوسف ونور...
نهض يوسف وهو يعدل ملابسه على عجل:
ـ طيب أنا هنزل بقى… عندي مقابلة شغل جديدة ومش عاوز أتأخر. ادعيلي ربنا يسهّل الحال وأتقبل.
ابتسمت نور بحنان:
ـ ربنا يصلح حالك، إن شاء الله هتتقبل.
ابتسم يوسف وقال محذرًا:
ـ بس لو رجعت ولقيتك ما كلتيش حاجة… بجد هزعل منك.
ضحكت نور بخفة:
ـ حاضر يا أستاذ يوسف.
توقف يوسف قليلًا ثم قال مازحًا:
ـ يا ختييي… نطلع من "حضرتك" ندخل في "أستاذ"؟
أجابته نور بخجل:
ـ ما هو ما ينفعش أقول يوسف كده وخلاص من غير لقب.
يوسف مبتسمًا:
ـ خلاص براحتك. أنا همشي دلوقتي علشان اتأخرت. سلام عليكم.
نور:
ـ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الشارع…
كان يوسف يعبر الطريق شارد الذهن، لم ينتبه للسيارات من حوله. فجأة ظهرت سيارة مسرعة، لم يلحق سائقها أن يضغط على الفرامل، فاصطدمت به اصطدامًا خفيفًا في ساقه. سقط يوسف أرضًا يصرخ من الألم، ممسكًا رجله. ترجّل السائق بسرعة، لكنه بدلًا من أن يعتذر، اتجه إليه بغضب، وصاح:
ـ إنت أتعميت يا واد؟ مش شايف الطريق كله عربيات؟ ولا عامل نفسك بتموت عشان تطلعلك بقرشين؟
رفع يوسف رأسه، وصاح بغضب ممزوج بالألم:
ـ إنت مجنون ولا شارب حاجة؟ ده أنا كنت هاموت يا حيوان! بدل ما تعتذر وتشوف رجلي حصل لها إيه، جاي تشتم؟
اقترب الرجل منه، أمسكه من ياقة قميصه وضربه بلكمة في وجهه، وهو يقول بغضب:
ـ أنا حيوان يا روح أمك؟ إنت عارف بتكلّم مين يا ابن…؟
لكن يوسف، رغم الألم، رد بعينين مشتعلتين. صفعه بالقلم بقوة وزقه بعيدًا عنه. تجمّد السائق، واضعًا يده على وجهه من شدة الصدمة.
قال يوسف بحدة:
ـ القلم ده علشان تتعلم إزاي تكلم الناس.
ثم عاجله بلكمة أخرى قوية أسقطته أرضًا، وأضاف بسخرية:
ـ أما اللكمة دي… فدي عشان تعرف إنت بتتكلم مع مين.
ابتعد يوسف يعرج على ساقه، تاركًا الرجل ممددًا على الأرض. تجمع الناس من حوله، وحاول أحدهم أن يساعده على النهوض، لكنه زجره بغضب وزقه بعيدًا وهو يهتف:
ـ محدش يقرب مني!
نهض بصعوبة، وصعد إلى سيارته وهو يغلي من الداخل، غير مصدّق ما حدث. قاد السيارة بعصبية، وصوته يخرج من بين أسنانه وهو يتمتم بالوعيد:
ـ ماشي يا ابن الكلب… أنا هعرفك مين جاسر. وحياة أمك… لو كنت تحت الأرض، هطلعك!
لو أتممت القراءة صلي على رسول الله وضع لايك وشاركني رايك 💚💚😀