المنزل رقم خمسه 5 الحلقه الرابعه بقلم خالد أحمد توفيق حصريه وجديده في مدونة أصل للمعلومات والروايات
![]() |
المنزل رقم خمسه 5 الحلقه الرابعه بقلم خالد أحمد توفيق حصريه وجديده في مدونة أصل للمعلومات والروايات
فتحت الباب وصاحت
( ساندرا يا عزيزتي ... أنا ذاهبة إلى مكتب البريد لأسأل عن معاشي ... أرجو أن تعتني بالبيت حتى أعود )
ثم أغلقت الباب وتأبطت ذراعي محاولة ألا تتعثر
الحقيقة أن السيدة بانكروفت لم تكن تحب الشارع
ويبدو أن الشارع لا يحبها كذلك
مشينا بضع خطوات في الطريق الهادئ
فما إن ابتعدنا حتى سألتها وأنا ألهث:
( ما الذي يدعوك إلى الظن بأن هذين يتصنعان ؟ )
قالت وهي تلهث بدورها:
( ثمة أخطاء صغيرة في كلامها لا تروق لي ... أخطاء لا يهمك أن تعرفها لكنها كثيرة )
ثم أكملت حديثها:
( مثلاً زوجي لم يذق الخم.ر في حياته بينما الميجور يحكي عن ولع زوجي بالويسكي ... صديقتي لم تكن تعرف كيف تصنع فطيرة التوت وساندرا تحدثت عرضاً عن فطيرة التوت التي أعدتها أمها ... وهنالك الكثير من الأشياء )
( إنني صرت عجوزاً سهلة الخداع ويبدو أن هناك من يعرف أنني لم أر الميجور من عقود ولم أر ساندرا منذ كانت العاشرة من عمرها لكن يظل السؤال هو: كيف يعرف هذان كل هذا عني ؟ )
كنا الآن في شارع رئيسي تتسابق فيه السيارات على اليسار كالعادة
ولاحظت أنها تقصد مكتب البريد فعلاً
لعلها تحسب أن هناك من يراقبها إذن
سألتها: ( ما الذي يدفع هذين لانتحال شخصيتين ؟ )
قالت: ( لنفس السبب الذي جاء من أجله الآخرون ... إنها الطريقة الأفضل للمبيت تحت سقف هذا البيت ... أنت تعرف أنني طردت كل من حاول السكن هنا ما عداك ... ويبدو أن هناك من فهم أن الحيلة هذه هي السبيل الوحيد )
سرني أنها بدأت تلاحظ ... فكففت عن السير وسألتها:
( سيدة بانكروفت ... لاحظت أن هناك حماساً شعبياً غير مسبوق للإقامة عندك فهل تعتقدين أن هناك سبباً محدداً لهذا الحماس ؟ )
أجابت: ( لا أعرف )
قلت لها: ( هل البيت مشيد فوق كنز أو شيء من هذا القبيل ؟ )
قالت: ( لا أعرف ... إنه قديم جداً ولكن لا توجد أية أسطورة تحيط به لو كان هذا ما تقصد )
ساد الصمت من جديد وبعد تفكير سألتها:
( ماذا تنوين عمله ؟ )
فقالت: ( لو كنت أعرف لما سألتك )
هذه هي المشكلة، ليست المبارزة مبارزتي، لكنها مصرّة على أن تناولني السيف وتنحني وعليّ أن أقول شيئاً رائعاً مقنعاً لا أبدو به سخيفاً
قلت لها: ( لم لا تطلبين الشرطة ؟ )
قالت: ( ثمة احتمال آخر أن يكون هذان هما الميجور وسندرا وقد خانتهما الذاكرة ... أعتقد أنه سيكون موقفاً سخيفاً )
انتابني الغيظ فقلت لها:
( إذن ما المطلوب مني ؟ )
( أن تبقى معي ... أشعر بالخوف الشديد ... فهل أنت خائف مثلي ؟ )
( ليس تماماً ... ثم إن وقت إقامتي قد أوشك على الانتهاء ... إن هي إلا أيام وأرحل ... ولا أرى أن ... )
( نعم عندك حق ... أحياناً أتمنى أن يكون لي مكان آخر أذهب إليه )
وفي هذه اللحظة مرت بنا سيارة مسرعة بعثرت بعض ماء المطر
كدت أطلق السباب لولا أنني تصلبت حين رأيت من في السيارة !!!
إنهم أربع أفراد:
السائق هو الأخ الشرس الذي عرفناه باسم جيسون
وجواره الرجل الوقور الذي يريد طردي
وفي المقعد الخلفي يجلس الزوجان الجميلان
هذا غريب !!!
إذن كل هؤلاء السادة متعارفون وعلى علاقة وطيدة
إذن لماذا يأتون منفردين ؟؟؟
لم تر العجوز ما رأيت فقررت ألا أخبرها
فهل لي من هذا شيئاً مفيداً
وفي الغالب سيتوقف قلبها ذعراً
وفي المساء دقّ أحدهم على باب غرفتي فتنحنحت
لم يفتح الباب برغم أنه من الواضح أن النحنحة ذات مدلول عالمي
قلت: ( ادخل ! )
كذا صحت في عصبية فانفتح الباب
بالطبع لم تكن العجوز لأنها لا تدخل حجرتي إلا نهاراً
ولم يكن الميجور لأنه لا يطيق رؤيتي
كانت ساندرا طبعاً
توجستُ خيفة لرؤيتها لأنني لم أحب وجودها قط
ولم أستطع قبول الاعتقاد العام بأنها رائعة
دنت مني وتأملت أوراقي وقالت:
( ما هذا الذي تكتبه )
( مذكرات ... )
راحت تمرر اصبعها على الحروف كطفل وقالت:
( هل هذه هي اللغة العربية ؟ كيف تقرءونها ؟ )
( كما يقرأ الهنود الأوردية واليابانيون اليابانية )
( وما معنى هذا المكتوب ؟ )
قلت في صبر: ( معناه: أنني لا أرحب بمن يقتحم خلوتي ليسألني إذ كنت أكتب بالعربية ! )
والحق أن تصرفها لي بدا غير لائق
قالت بلهجة جادة حازمة:
( دعك من المزاح وقل لي ... كم من الوقت تزمع البقاء هنا ؟ )
قلت لها مندهشاً: ( ليس كثيراً ... لماذا ؟ )
قالت ضاغطة على كل حرف:
( لو كنت تنوي البقاء حتى 20 من مارس ( آذار ) فلا تفعل ! أنصحك ألا تفعل ! غادر هذا المنزل كأن الجحيم يطاردك )
تجمد الد.م في عروقي هلعاً وسألتها متوجساً:
( هل لي أن أعرف السبب ؟ )
ضغطت بأسنانها على شفتيها بعصبية لى درجة أن الد.م راح يسيل منها وقالت:
( لن أتكلم أكثر ... ولكن لا تقل إننا لم ننذرك ! )
ثم مدت يدها فالتقطت أحد المناديل الورقية التي أضعها أمامي وضغطت بها على شفتها السفلي واستدارت مغادرة الغرفة
كنت دائماً أقول إن الخطر المعنوي أشد إيذاءً من الخطر المادي.
وما كان تهد.يد الفتاة نفسها ليثير ذعري، لكن الغموض الذي توحي به كلماتها هو ما يجعل قلبي يرتجف ...
العشرون من مارس ! هذا هو الموعد المرتقب لأي شيء بالضبط ؟
لا أعرف حقاً لكن عليً أن أفرّ من هنا قبله
ونظرت إلى التقويم على الجدار
كان هذا اليوم السابع عشر من مارس
وبعد ساعة سوف أنزع الورقة ويبقى على الموعد ثلاثة أيام
ثلاثة أيام !!!!!!!!!
ولكن على ماذا ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!
يـــتـــبـــع
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺